ما السر الذي يجعل بعض الشخصيات ثابتة لا تهتز مهما اشتدت الضغوط؟

ما السر الذي يجعل بعض الشخصيات ثابتة لا تهتز مهما اشتدت الضغوط؟

إنسان مختلف بذات  قوة

هل تساءلت يومًا لماذا ينهار البعض أمام أول عقبة مالية أو إدارية، بينما يخرج آخرون من نفس الأزمات أقوى وأكثر صلابة؟

 تخيل أنك تقف في قاعة اجتماعات صاخبة كما توضح مدونة درس1، الجميع يصرخ والتوتر يملأ الأجواء بسبب خسارة صفقة كبيرة، لكن مديرك يجلس بهدوء تام، يرشف قهوته، ويبتسم بثقة وكأنه يشاهد مشهدًا مسرحيًا لا يعنيه.

شخص هادئ يقف بثبات وسط أجواء عمل مليئة بالضغوط والتوتر
شخص هادئ يقف بثبات وسط أجواء عمل مليئة بالضغوط والتوتر

هذا ليس برود أعصاب فطريًا وحسب، بل هي مهارة مكتسبة تُعرف بـ "المناعة النفسية".

 المشكلة الحقيقية ليست في الظروف المحيطة بنا، بل في هشاشة دروعنا الداخلية التي تسمح لتلك الظروف باختراقنا.

 في هذا المقال، سنمنحك الخارطة الكاملة لبناء شخصية قيادية لا تتأثر بالضجيج، وتتخذ القرارات المالية والإدارية بوعي كامل بعيدًا عن ردود الفعل العاطفية.

أ/ استراتيجية بناء المناعة النفسية: الأسس الخفية للثبات

الحقيقة أن الشخصية القوية التي لا تتأثر ليست وليدة الصدفة، ولا هي هبة جينية يختص بها قلة من البشر.

 ما لا يخبرك به أحد هو أن هذه القوة هي نتيجة "هندسة عكسية" دقيقة للعقل والمشاعر.

الأشخاص الذين نراهم كالجبال الرواسي في عالم المال والأعمال، قاموا فعليًا بإعادة برمجة طريقة استقبالهم للمؤثرات الخارجية.

الاستراتيجية الأساسية هنا تعتمد على مفهوم "الفصل الشعوري".

هذا المفهوم لا يعني أن تصبح بلا مشاعر أو روبوتًا، بل يعني أن تضع مسافة آمنة بين الحدث (المثير) وبين استجابتك له.

في علم النفس المالي، هذا هو الفرق بين التاجر الذي يبيع بخسارة بمجرد رؤية الشاشة حمراء، وبين المستثمر الذكي الذي يحلل الموقف بهدوء.

دعنا نأخذ مثالًا عربيًا واقعيًا من بيئة ريادة الأعمال. "سالم" رائد أعمال واجه حملة نقد لاذعة على منصات التواصل الاجتماعي بسبب خطأ غير مقصود في منتجه الرقمي.

لو كان سالم يفتقد لهذه الاستراتيجية، لكانت ردة فعله الفورية هي الدفاع الهجومي أو الانهيار وإغلاق المشروع.

 لكن سالم يمتلك استراتيجية "الفلترة الذهنية".

 رأى التعليقات، فصل بين "شخصه" وبين "منتجه"، وأدرك أن النقد موجه للمنتج وليس لقيمته كإنسان.

 النتيجة؟

 قام بإصدار بيان اعتذار احترافي، وحوّل الأزمة إلى فرصة ولاء للعملاء من خلال تعويضهم. النصيحة العملية هنا واضحة: في كل مرة تواجه فيها موقفًا مستفزًا، توقف لمدة 10 ثوانٍ ومارس تمرين "المراقب".

 اسأل نفسك: هل هذا الهجوم يستهدفني أنا أم يستهدف الدور الذي أقوم به؟

هذا الفصل البسيط هو حجر الزاوية في بناء شخصيتك.

ومن هنا ننتقل لركيزة أخرى في الاستراتيجية، وهي "الاكتفاء الذاتي من التقدير".

 الشخصيات الهشة تستمد قيمتها من "لايكات" الجمهور، أو من نظرة الموظفين، أو من حجم الرصيد البنكي فقط.

بمجرد اهتزاز هذه العوامل الخارجية، تنهار الشخصية.

 أما الشخصيات القوية، فقد بنوا مصادر تقدير داخلية.

 هم يعرفون قيمتهم جيدًا بناءً على مبادئهم وإنجازاتهم الحقيقية وعلاقتهم بخالقهم، وليس بناءً على تصفيق الآخرين.

هذا الاستغناء عن "الوقود الخارجي" يجعل محركهم النفسي يعمل بانتظام حتى في الصحراء القاحلة.

تخيل أنك تملك بئر ماء في منزلك، هل ستقلق إذا انقطع الماء من الشبكة العامة؟ بالطبع لا.

 كذلك هو التقدير الذاتي، هو بئرك الداخلي الذي يمنعك من العطش لمديح الناس أو التأثر بذمهم.

وهنا نصل للنقطة الأهم، وهي أن الاستراتيجية الصحيحة تتطلب وقتًا للبناء، فالمناعة النفسية تشبه المناعة الجسدية، تحتاج لتعرض متدرج للتحديات وتغذية مستمرة بالمعرفة والوعي.

ب/ التنفيذ العملي: كيف تدير ذاتك في قلب العاصفة؟

التنظير سهل، لكن التطبيق في ساحة العمل والحياة هو التحدي الحقيقي.

 التنفيذ العملي لبناء الشخصية القوية يتطلب مجموعة من الطقوس اليومية والتمارين الذهنية التي تحول المعرفة إلى سلوك تلقائي.

 أول خطوة في التنفيذ هي "التحكم في الحوار الداخلي".

عقلك لا يتوقف عن الكلام، وفي اللحظات الصعبة، غالبًا ما يكون هذا الكلام سلبيًا ومدمرًا.

الأشخاص الأقوياء يمارسون ما يسمى بـ "إعادة التأطير" (Reframing) بشكل فوري.

عندما يخسرون صفقة، لا يقولون "أنا فاشل"، بل يقولون "لقد تعلمت طريقة جديدة لا تعمل، والآن أنا أقرب للنجاح".

هذا التغيير البسيط في اللغة يغير كيمياء الدماغ ويخفض هرمونات التوتر.

لنتحدث عن "خالد"، مدير مبيعات في شركة عقارية كبرى.

اقرأ ايضا: كيف يتحول التغيير من مصدر خوف… إلى قوة تدفعك للنهوض من جديد؟

في أحد الأشهر، انسحب ثلاثة من أكبر عملائه المحتملين في اللحظة الأخيرة.

 الضغط من الإدارة كان هائلاً. بدلًا من الغرق في القلق واللوم، طبق خالد تقنية "دائرة التحكم".

جلس مع ورقة وقلم، ورسم دائرة.

وضع داخل الدائرة الأمور التي يسيطر عليها (عدد المكالمات التي يجريها، جودة العرض التقديمي، متابعة العملاء)، ووضع خارج الدائرة ما لا يسيطر عليه (قرار العميل النهائي، الوضع الاقتصادي العام).

 ركز طاقته بنسبة 100% داخل الدائرة، وتجاهل ما خارجها تمامًا.

النتيجة كانت أنه استعاد توازنه بسرعة وحقق مبيعات مضاعفة في الشهر التالي.

النصيحة العملية لك: لا تهدر طاقتك النفسية في القلق على متغيرات لا تملك زمامها، ركز جهدك حيث تملك التأثير.

جانب آخر من التنفيذ هو "إدارة التوقعات".

 الكثير من الصدمات النفسية تأتي من سقف توقعات غير واقعي.

 الشخصية القوية تمارس "التفاؤل الواقعي".

 هم يتوقعون الأفضل، لكنهم مستعدون للأسوأ.

 هذا لا يعني التشاؤم، بل يعني الجاهزية. في التجارة الإلكترونية مثلًا، التاجر القوي لا يتوقع أن كل حملة إعلانية ستكون ناجحة وتكسر الأرقام.

 هو يضع احتمال الخسارة كجزء من اللعبة، وبالتالي عندما تحدث الخسارة، لا ينهار، بل يحلل البيانات ويعدل المسار.

 هذا الاستعداد النفسي يمتص الصدمة ويحولها إلى درس.

تذكر دائمًا أن الثبات الانفعالي ليس كبتًا للمشاعر. الكثير يخلط بين القوة والكبت.

 الكبت هو قنبلة موقوتة ستنفجر لاحقًا في شكل أمراض جسدية أو انهيار عصبي.

 التنفيذ الصحيح هو "الاعتراف ثم التوجيه".

 اعترف أنك غاضب أو خائف، لا تنكر ذلك، لكن وجه هذه الطاقة في مسار إنتاجي.

الغضب يمكن تحويله لإصرار على العمل، والخوف يمكن تحويله لحذر ودقة في التخطيط.

 الشخصية القوية هي التي تقود مشاعرها ولا تسمح لمشاعرها بقيادتها.

وهنا نصل للنقطة الأهم، وهي الأدوات التي تعينك على هذا الثبات، فالإرادة وحدها لا تكفي، بل تحتاج لنظام دعم وأدوات مساعدة.

ج/ أدوات وأمثلة: التسلح بالمعرفة والقدوة

في رحلة بناء الذات، لا يمكنك الاعتماد على ذاكرتك فقط، أنت بحاجة لأدوات ملموسة تثبتك عند الشدائد.

واحدة من أهم هذه الأدوات هي "التدوين التحليلي".

 الشخصيات القوية غالبًا ما يحتفظون بمفكرات ليس لتسجيل المواعيد فقط، بل لتفريغ العقل وتحليل المواقف.

عندما تكتب مشكلتك على الورق، فإنك تخرجها من حيز العاطفة (الدماغ الأيمن) إلى حيز المنطق والتحليل (الدماغ الأيسر).

 هذا الانتقال البسيط يقلل من حدة التوتر ويجعلك ترى الحلول بوضوح أكبر.

تخيل أن المشكلة وحش ضخم في الظلام، الكتابة هي تسليط الضوء عليه، فجأة يظهر حجمه الطبيعي وتكتشف أنه ليس مخيفًا كما كنت تظن.

لدينا مثال رائع من التراث الإسلامي ومن سير الناجحين المعاصرين، وهو مفهوم "الخلوة الذهنية".

الكثير من رواد الأعمال الناجحين يخصصون وقتًا يوميًا، ولو 20 دقيقة، للانعزال التام عن المشتتات، وبدون هواتف.

في هذه الخلوة، يعيدون ترتيب أولوياتهم ويتصلون بأنفسهم وبخالقهم.

 هذا الاتصال الروحي يمنح طاقة هائلة من الثبات الانفعالي.

 عندما تدرك أن الرزق بيد الله، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، تتضاءل أمامك عظمة المشاكل الدنيوية.

 هذا ليس تواكلًا، بل هو قمة القوة النفسية التي تحررك من الخوف على الرزق أو المستقبل، مما يجعلك تتخذ قرارات تجارية جريئة وصحيحة.

أسئلة يطرحها القراء: كثيرًا ما تصلنا استفسارات في مدونة "درس" حول كيفية التعامل مع الزملاء "السامين" في بيئة العمل دون التأثر بهم.

 الإجابة تكمن في تقنية "الجدار الزجاجي".

 تخيل أن هناك جدارًا زجاجيًا عازلاً للصوت بينك وبين الشخص السلبي. أنت تراه يتحرك ويتحدث، لكن طاقته السامة وكلماته الجارحة ترتطم بالزجاج ولا تصل إليك.

أنت تبتسم، ترد بمهنية، وتنجز عملك، لكنك لا تسمح لسمومه بالتسرب لداخل جهازك العصبي.

 الأمر يتطلب تدريبًا، لكنه فعال جدًا في بيئات العمل المشحونة.

 سؤال آخر يتكرر: "هل الشخصية القوية تعني القسوة؟" الإجابة قطعًا لا.

أقوى الشخصيات هي أكثرها رحمة ولطفًا، لأنهم يملكون فائضًا من القوة يسمح لهم باحتواء ضعف الآخرين، القسوة غالبًا ما تكون قناعًا يخفي ضعفًا وهشاشة داخلية.

نصيحة عملية أخرى هي استخدام "قاعدة الـ 24 ساعة" قبل اتخاذ أي قرار مصيري وأنت تحت تأثير عاطفة قوية (سواء غضب شديد أو فرح شديد).

 الشخصيات القوية لا توقع عقودًا ولا ترسل إيميلات استقالة في لحظة انفعال.

 هم يتركون المشاعر تبرد وتترسب، ثم يتخذون القرار بالعقل البارد.

الأدوات التقنية قد تساعد أيضًا، مثل تطبيقات تنظيم المهام التي تقلل من الفوضى الذهنية، لكن الأداة الأقوى تظل هي عقلك الواعي وقدرتك على استحضار النية والإخلاص في العمل، مما يعطيك دافعًا لا يهتز برضا الناس أو سخطهم.

وهنا نصل للنقطة الأهم، وهي معرفة الفخاخ التي يقع فيها الساعون للقوة، لنتجنب السقوط فيها.

د/ الأخطاء الشائعة: أوهام القوة المزيفة

في رحلة البحث عن الشخصية القوية، يقع الكثيرون في فخ "التمثيل" بدلًا من "التكوين".

 الخطأ الأبرز هو الاعتقاد بأن عدم التأثر يعني "الجمود" أو "الغطرسة"

. تجد البعض يحاول رسم ملامح وجه جامدة، ويتحدث بنبرة تعالٍ، ويظن أن هذا هو الثبات.

 الحقيقة أن هذا سلوك دفاعي هش، وبمجرد تعرضه لضغط حقيقي سينكسر هذا القناع. القوة الحقيقية مرنة كأغصان الخيزران، تميل مع الريح لكنها لا تنكسر، ثم تعود لوضعها الطبيعي.

 الجمود هو صفة الأشياء الميتة أو القابلة للكسر، أما المرونة فهي صفة الأحياء الأقوياء.

خطأ آخر شائع هو "تجاهل الإشارات التحذيرية".

الشخص القوي لا يتجاهل مشاكله، بل يواجهها.

البعض يظن أن "عدم التأثر" يعني أن أرى الخسائر المالية تتراكم في مشروعي وأقول "أنا لا أتأثر، أنا قوي".

هذا ليس قوة، هذا إنكار للواقع وغباء إداري.

الشخصية القوية تتأثر بالمعلومات والحقائق وتتخذ إجراءات، لكنها لا تتأثر عاطفيًا لدرجة الشلل.

هم يفصلون بين "الحزن على الخسارة" وبين "واجب إصلاح الخلل".

يجب أن تفرق بوضوح بين البرود القاتل وبين الهدوء المنتج.

مثال واقعي: مدير شركة ناشئة كان يرفض الاستماع لنصائح فريقه المالي بضرورة تقليص النفقات، بحجة أنه "قائد شجاع ولا يخاف المخاطرة".

 النتيجة كانت إفلاس الشركة.

 القوة هنا كانت وهمية، كانت عبارة عن عناد وغرور.

 لو كان يمتلك شخصية قوية حقيقية، لامتلك الشجاعة للاعتراف بالخطأ وتغيير المسار.

القوي هو من يملك القدرة على الاعتذار والرجوع عن القرار الخاطئ دون أن يشعر أن كرامته قد جرحت.

أيضًا، من الأخطاء القاتلة هو "الاعتماد المفرط على الانعزال".

البعض يظن أن القوة تأتي من اعتزال الناس وتجنب الاحتكاك بهم لكي لا يتأثر.

هذه حماية مؤقتة وزائفة.

القوة الحقيقية تختبر في الميدان، في السوق، في التعامل مع العملاء الصعبين، وفي حل النزاعات العائلية والمهنية.

 الانسحاب هو استراتيجية الضعفاء، أما المواجهة بالحكمة والاتزان فهي استراتيجية الأقوياء.

 تذكر أن السفينة آمنة تمامًا وهي في الميناء، لكنها لم تصنع لتبقى هناك.

وهنا نصل للنقطة الأهم، وهي كيف تقيس تقدمك وتعرف أنك فعلاً بدأت تمتلك تلك الشخصية التي لا تُقهر.

هـ/ قياس النتائج: مؤشرات نمو المناعة النفسية

كيف تعرف أنك تطورت؟

 التطور في الجوانب النفسية والشخصية قد يكون مخادعًا لأنه غير مرئي كالأرقام المالية، لكن له مؤشرات واضحة يمكن رصدها.

 أول مؤشر هو "سرعة التعافي" (Recovery Rate). في السابق، إذا تعرضت لموقف محرج أو مشكلة، كنت تظل مكتئبًا لأسبوع وتتوقف إنتاجيتك.

الآن، بعد تطبيق استراتيجيات الشخصية القوية، قد تغضب لمدة ساعة، ثم تعود للعمل والتركيز.

 تقليص المدة الزمنية بين الصدمة والعودة للاتزان هو المقياس الأدق لنمو قوتك النفسية.

كلما قصرت هذه المدة، كلما زادت صلابتك.

المؤشر الثاني هو "جودة القرارات تحت الضغط".

 راجع قراراتك في الأشهر الستة الماضية.

هل كانت ردود أفعال انفعالية (غضبت ففصلت موظفًا، خفت فبعت أسهمًا)، أم كانت قرارات مدروسة مبنية على بيانات؟

الشخص القوي يلاحظ أن قراراته أصبحت أكثر حكمة وأقل تسرعًا، وأنه لم يعد يندم كثيرًا على تصرفاته اللحظية.

انخفاض معدل الندم هو دليل صحي على أنك تدير ذاتك بوعي.

لنأخذ "منى"، مصممة جرافيك مستقلة.

 كانت تعاني من توتر شديد عند طلب تعديلات من العملاء، وتأخذ الأمر بشكل شخصي جدًا.

بدأت في تطبيق تقنيات الفصل الشعوري والتركيز على الحلول.

 بعد ثلاثة أشهر، لاحظت أنها أصبحت تستقبل التعديلات بابتسامة، وتناقش العميل بموضوعية، بل وتقترح حلولاً أفضل.

والأهم، أن نومها تحسن واختفت الآلام الجسدية المرتبطة بالتوتر.

هذه مؤشرات حيوية وملموسة لا يمكن تجاهلها.

النصيحة العملية للقياس: احتفظ بـ "سجل المواقف".

اكتب باختصار المواقف الصعبة التي مررت بها وكيف تصرفت، ثم قيم نفسك من 10 في الهدوء والحكمة.

مع مرور الوقت، سترى المنحنى البياني لتطور شخصيتك يرتفع.

وتذكر أن النمو ليس خطًا مستقيمًا، قد تتراجع أحيانًا، وهذا طبيعي، المهم هو الاتجاه العام للصعود.

الاستمرار في مراقبة الذات ومحاسبتها برفق هو ما يضمن لك الثبات على المدى الطويل في عالم متقلب لا يرحم الضعفاء.

و/ وفي الختام:

في النهاية، بناء شخصية قوية لا تتأثر بالشوائب الخارجية ليس رحلة ليوم واحد، بل هو أسلوب حياة مستمر.

 إنه قرار يومي تتخذه بأن تكون أنت قبطان سفينتك، مهما كانت الأمواج عالية والعواصف عاتية.

 لقد استعرضنا معًا الاستراتيجيات، والأدوات، والفخاخ، وأصبح لديك الآن الدليل العملي لتبدأ.

تذكر أن القوة الحقيقية تنبع من السكينة الداخلية، ومن اليقين بأنك قادر -بعون الله- على التعامل مع أي تحدٍ يواجهك.

العالم يحتاج لقادة أقوياء ومتزنين مثلك، فلا تحرم نفسك ولا مجتمعك من النسخة الأفضل منك.

ابدأ اليوم بخطوة بسيطة: في أول موقف مزعج يواجهك غدًا، توقف، تنفس بعمق، وابتسم، ثم اختر ردة فعلك بوعي كامل بدلًا من أن تترك الظروف تختار لك.

أنت أقوى مما تظن، والسر يكمن في داخلك.

اقرأ ايضا: لماذا لا يفهمك الناس؟… الحقيقة الصادمة عن اختلافك الداخلي

هل لديك استفسار أو رأي؟

يسعدنا دائمًا تواصلك معنا! إذا كانت لديك أسئلة أو ملاحظات، يمكنك التواصل معنا عبر صفحة [اتصل بنا] أو من خلال بريدنا الإلكتروني، وسنحرص على الرد عليك في أقرب فرصة ممكنة . 
📲 قناة درس1 على تليجرام: https://t.me/dars1sa

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال