كيف تحافظ على صحة عظامك وتتجنب هشاشة العظام في الكبر؟

كيف تحافظ على صحة عظامك وتتجنب هشاشة العظام في الكبر؟

 وعي العمر المتقدّم:

رحلة نحو عظام أقوى في سنوات العمر المتقدمة:

هل فكرت يومًا أن قوة عظامك في الكبر لا تعتمد فقط على الجينات، بل على خياراتك اليومية؟ مع تقدمنا في العمر، تتغير أجسامنا، وتصبح عظامنا أكثر عرضة للضعف والكسور، مما يهدد استقلاليتنا وجودة حياتنا.

 يميل الكثيرون إلى الاعتقاد بأن تدهور صحة العظام هو أمر حتمي مع التقدم في السن، لكن الحقيقة أن القرارات التي نتخذها يوميًا تلعب دورًا محوريًا في بناء حصن منيع لعظامنا.

 والخبر السار هو أن هذه الرحلة نحو عظام أقوى تبدأ الآن، بخطوات بسيطة وفعالة يمكن اتخاذها. يهدف هذا المقال إلى تقديم دليل شامل حول كيفية الحفاظ على صحة العظام وتجنب هشاشة العظام في سنوات العمر المتقدمة.

كيف تحافظ على صحة عظامك وتتجنب هشاشة العظام في الكبر؟
كيف تحافظ على صحة عظامك وتتجنب هشاشة العظام في الكبر؟

أ / هشاشة العظام: فهم العدو الصامت لعظامك:

تُعد هشاشة العظام حالة شائعة وخطيرة تتميز بانخفاض كبير في كثافة العظام، مما يؤدي إلى ضعف بنيتها وزيادة قابليتها للكسر بسهولة. في العظام السليمة، توجد مسام دقيقة في بنيتها، ولكن في حالة  

 هشاشة العظام، تتسع المسام داخل العظام بشكل ملحوظ، ما يجعلها ضعيفة جدًا وسهلة الكسر حتى من حركات بسيطة أو سقوط خفيف.. يطلق على هذا المرض غالبًا لقب "العدو الصامت" لأنه يتطور ببطء على مدى سنوات عديدة دون ظهور أعراض واضحة في مراحله المبكرة. 

هذا الغياب للأعراض المبكرة يجعل الوعي بعوامل الخطر والوقاية المبكرة أمرًا بالغ الأهمية، فكثيرًا ما يتم تشخيص المرض فقط بعد حدوث كسر مفاجئ أو سقوط طفيف.  

مع تقدم العمر، تضعف قدرة الجسم على تجديد أنسجة العظام بسرعة، مما يجعل العظام أقل مرونة وأكثر عرضة للكسور. هذه العملية الطبيعية للشيخوخة هي أحد الأسباب الرئيسية وراء زيادة مشاكل العظام لدى  

كبار السن. إلى جانب هشاشة العظام، يواجه كبار السن مشاكل أخرى شائعة مثل التهاب المفاصل، وخاصة التهاب المفاصل التنكسي الذي يحدث نتيجة التآكل الطبيعي في الغضاريف، مما يسبب آلامًا شديدة وتصلبًا في المفاصل ويؤثر على الحركة وجودة الحياة.

 كما أن آلام العظام المزمنة غالبًا ما تكون نتيجة للتآكل الطبيعي أو الإصابة بأمراض مثل التهاب المفاصل أو هشاشة العظام، وتؤثر على الأنشطة اليومية.  

تتعدد عوامل خطر الإصابة بهشاشة العظام، وتتطلب فهمًا شاملًا للوقاية الفعالة:

العمر: يزداد خطر الإصابة بشكل ملحوظ مع التقدم في العمر، خاصة بعد سن الستين.  

الجنس: النساء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام من الرجال، خاصة بعد انقطاع الطمث، حيث يحدث انخفاض حاد في مستوى هرمون الإستروجين الضروري للحفاظ على كثافة العظام.

 على الرغم من أن هشاشة العظام غالبًا ما ترتبط بالنساء، إلا أنها تصيب الرجال أيضًا، وقد تكون مرتبطة بانخفاض تدريجي في مستويات هرمون التستوستيرون لديهم.    

التاريخ العائلي: وجود أفراد في العائلة مصابين بهشاشة العظام، مثل إصابة الوالدين بكسور الورك، يزيد من احتمالية الإصابة.  

نقص التغذية: عدم الحصول على كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين د يعد عامل خطر رئيسي.  

نمط الحياة:

اقرأ أيضا : أهمية الفحوصات الطبية الدورية لكبار السن: قائمة بأهم الفحوصات

قلة النشاط البدني: يؤدي نمط الحياة قليل الحركة إلى ضعف العظام.  

التدخين: يزيد التدخين من معدلات فقدان العظام وفرص تعرضها للكسر، حيث يقلل من تدفق الدم إلى أنسجة العظام، ويبطئ النيكوتين من إنتاج الخلايا العظمية، ويقلل من امتصاص الكالسيوم في الأمعاء. 

كما يؤثر سلبًا على هرمون الإستروجين، الذي يساهم في الحفاظ على قوة العظام. هذا التأثير المعقد للتدخين على التوازن الهرموني وامتصاص العناصر الغذائية يوضح كيف يمكن لعادة واحدة أن تؤثر على  

صحة العظام من عدة جوانب حيوية.الإفراط في تناول الكحول: تناول أكثر من كوبين من المشروبات الكحولية يوميًا يمكن أن يقلل من تكوين العظام، ويؤثر على امتصاص فيتامين د والكالسيوم، ويزيد من خطر السقوط.  

الكافيين المفرط: قد يزيد من فقدان الكالسيوم.  

وزن الجسم: النحافة المفرطة (مؤشر كتلة الجسم أقل من 19) تزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام.  

الأدوية: الاستخدام طويل الأمد لبعض الأدوية مثل الكورتيزون، ومضادات التخثر، وأدوية الصرع يمكن أن يؤثر سلبًا على صحة العظام.   

الأمراض الأيضية: بعض الحالات الصحية مثل مرض السكري وداء ترسب الأصبغة الدموية تزيد من الخطر.  

تشوهات العظام الخلقية: يمكن أن تزيد بعض الإعاقات الخلقية أو المفاصل المشوهة من مخاطر الإصابة.  

هل تشعر بالقلق من هشاشة العظام؟ شاركنا في التعليقات: ما هو عامل الخطر الذي أثار انتباهك أكثر، ولماذا؟

 ب / التغذية السليمة: حجر الزاوية لعظام قوية:

تُعد التغذية السليمة ركيزة أساسية للحفاظ على صحة العظام وتقويتها على مدار العمر، وتكتسب أهمية خاصة مع التقدم في السن. لا يكفي تناول الطعام بشكل عام، بل يجب التركيز على العناصر الغذائية الأساسية التي تدعم بناء العظام وتقلل من خطر الإصابة بهشاشة العظام.

أهمية الكالسيوم وفيتامين د:

يُعتبر الكالسيوم وفيتامين د من أهم العناصر الغذائية لصحة العظام، حيث يعملان معًا لدعم بنيتها ووظيفتها.  

الكالسيوم: هو المعدن الأكثر وفرة في الهيكل العظمي، ويشكل المكون الأساسي للعظام، مما يجعله ضروريًا لبناء العظام والحفاظ على قوتها. تتغير الكمية الغذائية الموصى بها يوميًا من  

الكالسيوم مع تقدم العمر والجنس، مما يؤكد أهمية التخطيط الغذائي المخصص. بالنسبة للبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و 50 عامًا والرجال بين 51 و 70 عامًا، تبلغ الكمية الموصى بها 1000 ملغم يوميًا.

 ومع ذلك، ترتفع هذه الكمية إلى 1200 ملغم يوميًا للسيدات اللاتي تبلغ أعمارهن 51 عامًا فأكثر والرجال الذين تبلغ أعمارهم 71 عامًا فأكثر. في حالات تشخيص هشاشة العظام، قد يوصي الأطباء بجرعات أعلى تتراوح بين 1000 إلى 1500 ملغم يوميًا لزيادة كثافة العظام والحفاظ على صحتها. من المصادر الغذائية الغنية بالكالسيوم منتجات الألبان مثل الحليب، الجبن، واللبن، ومنتجات الصويا كحليب الصويا والتوفو.  

 كما أن الأسماك المعلبة التي تحتوي على العظام مثل السردين والسلمون المعلب بالعظام تعد مصادر ممتازة. بالإضافة إلى ذلك، توفر الخضروات الورقية الداكنة مثل أوراق اللفت، البروكلي، والسبانخ كميات جيدة من الكالسيوم، وكذلك بعض الحبوب والمكسرات مثل السمسم، الجوز البرازيلي، واللوز، والبقوليات كالفاصوليا. إذا كان من الصعب الحصول على قدر كافٍ من الكالسيوم من النظام الغذائي، ينصح باستشارة الطبيب بشأن تناول المكملات الغذائية.  

فيتامين د: يلعب فيتامين د دورًا حيويًا في مساعدة الجسم على امتصاص الكالسيوم من الأمعاء ونقله إلى العظام، مما يساهم في تقوية العظام وتقليل خطر تعرضها للكسر. يُنصح البالغون من عمر 19 إلى 70 عامًا بالحصول على 600 وحدة دولية يوميًا من فيتامين د لدعم صحة العظام.  

 ويرتفع هذا الرقم إلى 800 وحدة دولية يوميًا لكبار السن بعمر 71 عامًا فأكثر. لمرضى هشاشة العظام، يوصى بالحصول على ما لا يقل عن 700-800 وحدة دولية من فيتامين د يوميًا، وغالبًا ما يصف الطبيب مكملات فيتامين د بالإضافة إلى التركيز على الأطعمة الغنية به.

 من المصادر الغنية بفيتامين د الأسماك الزيتية مثل السلمون، السلمون المرقط، التونة، والماكريل. كما يُضاف فيتامين د إلى بعض الأطعمة المدعمة مثل الحليب، حبوب الإفطار، وعصير البرتقال.

 تساعد أشعة الشمس الجسم على إنتاج فيتامين د بشكل طبيعي، وينصح بالتعرض لها لمدة تتراوح بين 10-30 دقيقة يوميًا مع الالتزام بوضع الواقي الشمسي.

 ومع ذلك، فإن نقص فيتامين د شائع جدًا، خاصة في حالات السمنة، أو عدم التعرض الكافي لأشعة الشمس، أو اتباع نظام غذائي نباتي صارم، أو ذوي البشرة الداكنة، مما يستدعي استشارة الطبيب بشأن تناول المكملات الغذائية.  

دور المغذيات الأساسية الأخرى:

لا يقتصر دور التغذية على الكالسيوم وفيتامين د فحسب، بل تمتد إلى مجموعة واسعة من العناصر الغذائية التي تعمل بتآزر لدعم صحة العظام:

البروتين: يدخل البروتين في عملية تكوين وبناء جميع خلايا الجسم، بما في ذلك الخلايا العظمية، وقد يعزز كثافة العظام، مما يقلل من خطر الإصابة بهشاشة العظام. تبلغ الكمية اليومية الموصى بها من  

يُوصى عادة بتناول 0.8 غرام من البروتين لكل كيلوجرام من الوزن، وقد تزيد إلى 1-1.2 غرام حسب احتياج الجسم أو توجيهات الطبيب. تشمل مصادر البروتين الصحية: البيض، اللحوم قليلة الدهون مثل الدجاج منزوع الجلد، الأسماك، منتجات الألبان، منتجات الصويا، المكسرات والبذور، والبقوليات مثل العدس والفاصوليا.   

فيتامين ك: ينشط فيتامين ك بروتين الأوستيوكالسين الضروري لبناء عظام قوية، ويؤدي نقصه إلى زيادة خطر الإصابة بكسور العظام. يتوفر  فيتامين ك في الخضروات الورقية الخضراء مثل السبانخ، والدجاج، والجبن، والأطعمة المخمرة.  

المغنيسيوم يلعب دورًا أساسيًا في تحفيز الخلايا البانية للعظام، كما يدعم الحفاظ على قوة العظام وكثافتها. بالإضافة إلى ذلك، يلعب المغنيسيوم دورًا في تعزيز امتصاص فيتامين د. هذا الارتباط بين  

المغنيسيوم وفيتامين د يوضح كيف أن نقص أحد العناصر يمكن أن يؤثر سلبًا على فعالية الآخر، مما يؤكد أهمية الحصول على مجموعة متكاملة من المغذيات.

البوتاسيوم: مفيد للحفاظ على كثافة العظام لأنه يقلل من طرح الكالسيوم في البول. من الأطعمة الغنية 

البوتاسيوم: الموز، البطاطا، البندورة، الدجاج، المكسرات، البذور، والبقوليات.  

الزنك: عنصر مهم لصحة العظام. يتواجد في الدواجن واللحوم الحمراء، والأسماك مثل المحار، والمكسرات خاصة الجوز البرازيلي وجوز البيكان، والبيض، والعدس.  

فيتامين ج وأحماض أوميغا 3 الدهنية مفيدان أيضًا.  

الأطعمة والمشروبات التي يجب الحد منها/تجنبها:

للحفاظ على صحة العظام، من الضروري أيضًا الانتباه إلى بعض الأطعمة والمشروبات التي يمكن أن تؤثر سلبًا:

السكريات والحلويات: الإكثار من تناول السكر المضاف يزيد الالتهاب ويؤدي إلى طرح الكالسيوم والمغنيسيوم في البول، مما يقلل من مستوياتهما في الجسم.  

الكافيين: قد يزيد من فقدان الكالسيوم، لذا يجب التقليل من شرب القهوة بحيث لا تزيد عن كوبين يوميًا.  

الكحول: يؤثر على امتصاص فيتامين د والكالسيوم، ويزيد من خطر تعرض الشخص للسقوط والحوادث.  

ج /  النشاط البدني: درعك الواقي ضد ضعف العظام:

يُعد النشاط البدني المنتظم درعًا حيويًا ضد ضعف العظام، وهو عنصر لا غنى عنه للحفاظ على قوة العظام وصحتها بشكل عام، خاصة لدى كبار السن. تساعد التمارين على تقوية العظام والمفاصل وتحسين مرونتها.

 بشكل خاص، تُعد تمارين حمل وزن الجسم ضرورية لتقوية العظام وإبطاء فقدانها. إن العظام تستجيب للإجهاد الميكانيكي عن طريق زيادة بناء العظام.  

أنواع التمارين الفعالة لصحة العظام:

تتنوع أنواع التمارين التي تدعم صحة العظام، ويمكن تكييفها لتناسب مستويات اللياقة البدنية المختلفة:

تمارين حمل الوزن: هي الأنشطة التي يدعم فيها الجسم وزنه ضد الجاذبية. تشمل الأمثلة المشي السريع، و  

تشمل الأنشطة المفيدة للعظام: الجري، والرقص، وتسلق الدرج، وممارسة كرة القدم، والتنس، ولعبة البيكل بول. أظهرت دراسة مشتركة أن فترات قصيرة من النشاط عالي التأثير، مثل  

الجري لدقيقة واحدة فقط يومياً، كافية لتعزيز صحة العظام لدى النساء. أظهرت إحدى الدراسات أن النساء اللواتي مارسن الجري لمدة 60 إلى 120 ثانية يوميًا كانت عظامهن أقوى بنسبة 4% مقارنة بمن جريْن لأقل من دقيقة.. لا يشترط أن يكون الجري سريعًا؛ فالكثافة المطلوبة لإحداث فرق تعادل الجري بسرعة متوسطة للنساء قبل انقطاع الطمث والركض البطيء للنساء بعد انقطاع الطمث

هذا يشير إلى أن بضع دقائق من الجري في الأسبوع يمكن أن تكون أكثر فعالية لصحة العظام من الكثير من المشي، مما يبرز أن نوع التأثير الميكانيكي على العظام أهم من مجرد مدة النشاط المنخفض التأثير.  

تمارين المقاومة: تساعد هذه التمارين على تقوية العضلات والعظام عن طريق العمل ضد مقاومة. من أمثلتها : رفع الأثقال أو استخدام الأجهزة الرياضية، والأشرطة المطاطية للتمرين

إذا كنت جديدًا على تدريبات القوة، يُنصح بالبدء بالأشرطة المطاطية، حيث أظهرت مراجعة أن التدريب بها لمدة ثلاثة أيام أو أكثر في الأسبوع أنتج "تحسينات ملحوظة في كثافة العظام" بعد 12 أسبوعًا لدى النساء المسنات. 

بعد التمرن بالأشرطة المطاطية، يصبح من المناسب الانتقال إلى استخدام الأوزان مثل الدمبلز لزيادة الفعالية. يوصى بممارسة "تدريبات المقاومة العضلية التدريجية" مرتين على الأقل في الأسبوع في مرحلة البلوغ من أجل صحة العظام المثلى.  

التمارين الهوائية: مثل المشي أو السباحة، تساعد في تحسين صحة القلب والعظام. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن السباحة وركوب الدراجات، على الرغم من كونهما رائعين لتقوية العضلات، إلا أنهما أقل فاعلية في بناء العظام مقارنة بتمارين حمل الوزن، لأن وزن الجسم يكون مدعومًا بالماء أو الدراجة. هذا التمييز مهم لأن العظام تحتاج إلى حمل وزن مباشر لتحفيز النمو.  

الأنشطة عالية التأثير و"الصدمات": كلما زاد تأثير النشاط، كان ذلك أفضل لعظامك.  

الرياضات: تُعد رياضات مثل التنس، وكرة السلة، والكرة الطائرة مثالية لأنها تتضمن تغييرات في الاتجاه وبعض المقاومة في شكل القفز والهبوط، مما يدعم صحة العظام بطريقة متعددة الاتجاهات.  

استهداف "الصدمات عالية التأثير": إذا كنت تفضل السباحة أو ركوب الدراجات أو الأنشطة ذات التأثير المنخفض مثل المشي اللطيف، يُنصح باستهداف 50 "صدمة عالية التأثير" يوميًا في قفزات قصيرة أو قفزات نجمية أو خطوات جري. هذه الصدمات الإضافية ضرورية لصحة العظام لتعويض نقص الحمل على العظام في الأنشطة الأخرى.  

القفز في اتجاهات مختلفة: يمكن إضافة القفز متعدد الاتجاهات (إلى الخلف والأمام وليس فقط في مكانك) إلى روتينك. عند دمجها مع استراتيجيات غذائية سليمة مثل تناول فيتامين د، لوحظ تحسن سريري مهم في كثافة المعادن في العظام على مدى ستة أشهر.  

الرقص والتمارين الهوائية: يُعتبر الرقص والتمارين الهوائية عالية التأثير طرقًا ممتازة لتقوية العضلات والعظام، حيث تتضمن الكثير من التغييرات في الاتجاه، ومع أشكال الرقص الأكثر نشاطًا توجد قفزات مفيدة للعظام. من المهم جدًا أن تتم برامج النشاط البدني لكبار السن تحت إشراف أخصائي لضمان السلامة والفعالية.  

د / نمط الحياة الصحي: عادات يومية لحماية عظامك:

يتجاوز الحفاظ على صحة العظام مجرد التغذية والتمارين الرياضية ليشمل مجموعة من العادات اليومية ونمط الحياة العام. هذه الممارسات لا تقل أهمية في الوقاية من هشاشة العظام والحفاظ على قوة العظام مع التقدم في العمر.

الإقلاع عن التدخين والحد من الكحول:

تُعد عادات مثل التدخين والإفراط في تناول الكحول من أخطر العوامل التي تضر بصحة العظام:

التدخين: يزيد التدخين بشكل كبير من معدلات فقدان العظام وفرص تعرضها لكسور العظام. يعمل النيكوتين الموجود في السجائر على إبطاء إنتاج الخلايا العظمية، مما يضعف العظام. كما يقلل التدخين من تدفق الدم إلى أنسجة الجسم المختلفة، بما في ذلك العظام، ويقلل من امتصاص الكالسيوم في الأمعاء.

 بالإضافة إلى ذلك، يؤثر التدخين سلبًا على هرمون الإستروجين، وهو هرمون حيوي يساهم في الحفاظ على قوة العظام. إذا كنت بحاجة إلى مساعدة للإقلاع عن التدخين، فمن الضروري التحدث إلى الطبيب.  

الكحول: تناول أكثر من كوبين من المشروبات الكحولية يوميًا (مشروب واحد للنساء وما يصل إلى مشروبين للرجال الأصحاء) يمكن أن يقلل من تكوين العظام. كما يؤثر الكحول على امتصاص فيتامين د والكالسيوم، ويزيد بشكل كبير من خطر السقوط، وهو ما يؤدي بدوره إلى زيادة احتمالية كسور العظام

الحفاظ على وزن جسم صحي:

يُعد الحفاظ على وزن جسم صحي أمرًا بالغ الأهمية لصحة العظام. إن انخفاض الوزن عن الحد الطبيعي، أو ما يعرف بالنحافة المفرطة (مؤشر كتلة الجسم أقل من 19)، قد يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام. لذلك، يُنصح بالحفاظ على وزن الجسم ضمن المستوى الطبيعي والمثالي.  

نصائح عملية للوقاية من السقوط والكسور:

نظرًا لأن كسور العظام هي من أخطر مضاعفات هشاشة العظام، خاصة لدى كبار السن، فإن الوقاية من السقوط أمر حيوي:

ارتداء أحذية بكعب منخفض ذات نعال لا تساعد على الانزلاق.  

الانتباه جيدًا للأسلاك الكهربائية، والسجاد غير المثبت، والأسطح الزلقة في المنزل التي يمكن أن تتسبب في التعثر أو الانزلاق.  

يجب الحرص على وجود إضاءة جيدة ومناسبة داخل المنزل وخارجه، خصوصًا في المناطق الحساسة مثل المداخل والسلالم.  

تركيب مقابض ارتكاز (درابزين) داخل باب كابينة الاستحمام وخارجه لتوفير الدعم.  

من المهم التأكد من أن السرير يمكن الصعود والنزول منه بسهولة ودون مخاطر على السلامة.  

يجب الحذر من المشي فوق الأسطح الزلقة كالجليد أو الأرضيات المبللة والمصقولة، وأيضًا تجنب الطرق غير المستوية.  

زيارة طبيب العيون بانتظام للتحقق من سلامة النظر، حيث يمكن أن يؤدي ضعف البصر إلى زيادة مخاطر السقوط.  

أهمية الاستشارة الطبية والفحوصات الدورية:

يُعد دور الأطباء والمتخصصين في الرعاية الصحية محوريًا في تشخيص ومتابعة وعلاج هشاشة العظام:

متى يجب استشارة الطبيب؟ يُنصح بالتحدث إلى الطبيب بشأن صحة العظام في عدة حالات محددة. من المهم بشكل خاص استشارة الطبيب إذا تعرض الشخص لكسر العظم بعد سن الخمسين. كما يُوصى بزيارة الطبيب عند بلوغ 60 سنة فأكثر.

 بالنسبة للنساء، يجب مراجعة الطبيب بعد انقطاع الطمث أو إذا خضعن لعملية استئصال المبيضين قبل سن 45 عامًا. إذا كان الشخص يتناول أي دواء لفترة طويلة، مثل إذا كنت تستخدم الكورتيزون طويل الأمد أو أدوية مثل مضادات التجلط أو علاجات الصرع، فمن الضروري مراجعة الطبيب بشأن تأثيرها على صحة العظام. 

كما أن وجود تاريخ عائلي لكسور هشاشة العظام أو المعاناة من أمراض مزمنة في الكلى، الجهاز الهضمي، أو الرئتين تستدعي المراجعة الطبية. هذه الحالات المحددة تمثل مؤشرات واضحة لضرورة التدخل الطبي، مما يمكّن الأفراد من اتخاذ خطوات استباقية بناءً على ظروفهم الشخصية.  

فحص كثافة العظام (DEXA scan) يُعد أداة مهمة توضح مدى قوة عظامك وتساعد الفريق الطبي في تتبع التغيرات في كثافتها بمرور الوقت.  

خيارات العلاج (في حال تشخيص هشاشة العظام): في حال تشخيص هشاشة العظام، يقرر الطبيب سبل العلاج بناءً على الأعراض ومستوى شدة المرض وعمر المريض وحالته الصحية العامة.  

الأدوية: تُعد البيسفوسفونات هي الأدوية الأكثر انتشارًا التي يصفها الأطباء للرجال والنساء المعرضين لخطر أكبر للإصابة بكسور العظام، ومن أمثلتها أليندرونات، ريسيدرونات، إيباندرونيت، وحمض الزوليدرونيك. 

في حالات الإصابة الشديدة أو عندما لا تؤدي العلاجات الشائعة المفعول المرجو، قد يقترح الطبيب أدوية قوية أخرى تحفز نمو العظام الجديدة، مثل تيريباراتايد، أبالوباراتايد، أو روموسوزوماب.  

العلاج بالهرمونات: قد يشمل العلاج بالهرمونات الأنثوية للنساء في سن اليأس أو علاج التستوستيرون للرجال الذين يعانون من نقص في الهرمون. أدوية أخرى مثل الكالسيتونين والسترونتيوم قد تُستخدم أيضًا. معالجة الحالات المرضية المزمنة التي قد تتسبب في هشاشة العظام الثانوية.  

يساعد التشخيص المبكر لهشاشة العظام في فتح المجال لتعديلات فورية في نمط الحياة، كتحسين التغذية وزيادة الحركة، مما يُبطئ تطور المرض. هذه التغييرات قد تؤدي إلى إبطاء تطور المرض وتقوية العظام، مما يؤكد أن التدابير الوقائية لا تقتصر على ما قبل التشخيص، بل هي جزء لا يتجزأ من إدارة المرض على المدى الطويل حتى بعد تأكيد الإصابة.  

هـ / الخاتمة: استثمر في صحة عظامك اليوم لمستقبل أفضل:

لا تنسَ أن العظام السليمة هي الأساس الذي تقوم عليه حياتك النشطة والمستقلة، لذا حافظ عليها بكل الوسائل الممكنة. الحفاظ عليها ليس مجرد خيار، بل استثمار حقيقي في جودة سنواتك القادمة. 

فكل خطوة تتخذها اليوم، من طبق غذائي متوازن غني بالكالسيوم وفيتامين د إلى دقائق من النشاط البدني الذي يحمل وزن الجسم، هي لبنة تضاف إلى حصن عظمي منيع يحميك من هشاشة الغد. هذا الاستثمار في صحة العظام يضمن لك القدرة على الاستمرار في الاستمتاع بالحياة بكامل حريتك ونشاطك.

لا تدع هشاشة العظام تكون "العدو الصامت" في حياتك. ابدأ رحلتك نحو عظام أقوى اليوم! ما هي الخطوة الأولى التي ستتخذها للحفاظ على صحة عظامك؟ شاركنا أفكارك وتساؤلاتك في قسم التعليقات أدناه، ولنتبادل الدعم والمعرفة معًا. صحتك تبدأ من هنا، ومشاركتك تثرينا جميعًا.

اقرأ أيضا : خطوات للاستعداد النفسي لمرحلة التقاعد واستقبالها بإيجابية: دليل شامل لوعي العمر المتقدم

هل لديك استفسار أو رأي؟

يسعدنا دائمًا تواصلك معنا! يمكنك إرسال ملاحظاتك أو أسئلتك عبر صفحة [اتصل بنا] أو من خلال البريد الإلكتروني الخاص بنا، وسنكون سعداء بالرد عليك في أقرب وقت.




إرسال تعليق

أحدث أقدم

منصة دوراتك اسستخدم كود D1 واحصل على خصم اضافي15%

منصة دوراتك

اسستخدم كود D1 واحصل على خصم اضافي15%

نموذج الاتصال