كيف نضمن سلامة وأمن الأشخاص ذوي الإعاقة في حالات الطوارئ والأزمات؟ في 2025

كيف نضمن سلامة وأمن الأشخاص ذوي الإعاقة في حالات الطوارئ والأزمات؟ في 2025

إنسان مختلف... بذات قوة

في عالم يواجه تحديات متزايدة مثل الزلازل والفيضانات والأزمات الإنسانية، يبرز سؤال حاسم: كيف نضمن سلامة وأمن الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يواجهون مخاطر أكبر في مثل هذه الظروف؟
تخيل شخصاً يعاني من إعاقة حركية يحاول الفرار من مبنى مشتعل، وآخر مصاب بإعاقة سمعية لا يسمع صفارات الإنذار، وثالث يعاني من ضعف بصري يجد صعوبة في التنقل وسط حطام وأضواء متلاشية.

كيف نضمن سلامة وأمن الأشخاص ذوي الإعاقة في حالات الطوارئ والأزمات؟ في 2025
كيف نضمن سلامة وأمن الأشخاص ذوي الإعاقة في حالات الطوارئ والأزمات؟ في 2025

 هذه السيناريوهات ليست محض خيال، بل واقع مأساوي يعيشه ملايين حول العالم، يفاقم معاناة الأشخاص الضعفاء ويورّطهم في دائرة الخطر بشكل أسرع.
في هذا المقال، نعرض نهجاً شاملاً يجمع بين التخطيط المسبق، الإجراءات العملية أثناء الأزمات، ودور المجتمع والمؤسسات، مع استلهام الدروس من التجارب العالمية الناجحة والمبادئ الإسلامية التي تضفي بعداً إنسانياً روحياً على جهود الحماية.

أ/ التحديات التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة في الطوارئ

  1. الإعاقة الحركية

  • يصعب على ذوي الإعاقة الحركية الابتعاد السريع عن مصدر الخطر، فقد لا تتوفر مصاعد طوارئ تعمل عند انقطاع التيار الكهربائي، وقد تعوق الدرج المنحدر والسلالم الهروب.
  • تقتضي الحاجة إلى كراسي متحركة خفيفة الوزن قابلة للطي لتسهيل النقل أثناء الإخلاء.

  1. الإعاقة السمعية

  • يعجز أصحاب الإعاقة السمعية عن سماع إنذارات الحرائق، والانذارات العامة أو التعليمات الصوتية في وسائل النقل، مما يجعلهم أكثر عرضة للوقوع في مصائد الدخان أو الحفر.
  • ضرورة توفير إنذارات بصرية أو أجهزة اهتزازية وخاصية الرسائل النصية الفورية للطوارئ.

  1. الإعاقة البصرية

  • يجد أصحاب العمى أو ضعف البصر صعوبةً في التنقل وسط فوضى الحطام أو عند انقطاع الإنارة.
  • الحاجة إلى توفير أرصفة منسقة وخطوط أرضية بارزة، ودعامات أو قضبان إرشادية معلقة.

  1. التحديات المعرفية والنفسية

  • قد يختل تركيز بعض ذوي الإعاقة الذهنية أو الاضطرابات النفسية في مواجهة الضغط، ما يتطلب خطط توعية مبسطة وروتيناً تدريجياً للتعامل مع حالة الخوف.
  • استراتيجيات دعم نفسي فوري مثل «زاوية هدوء» مزودة بمرشد أو شخص موثوق.

تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن ذوي الإعاقة يشكلون نحو 15% من سكان العالم، وهم أكثر عرضة للوفيات أثناء الكوارث بأربع مرات مقارنة بالآخرين، وذلك بسبب نقص الخطط الداعمة والحلول المخصصة لهم. إن نشر الوعي شارك تجربتك في التعليقات: هل واجهت موقفاً طارئاً وتمنيّت دعماً مخصصاً لك؟

ب/ أهمية التخطيط المسبق لضمان السلامة

يبدأ ضمان سلامة ذوي الإعاقة قبل وقوع الأزمة بخطوات مدروسة على المستوى الفردي والعائلي والمجتمعي:

اقرأ ايضا: دور المنظمات غير الحكومية في دعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في 2025

  1. خطة شخصية لكل فرد

  • تحديد الاحتياجات الخاصة: قائمة بالأدوية الضرورية، أجهزة المساعدة (كرسي متحرك طوارئ، جهاز سمعي احتياطي، عصا بيضاء قابلة للطي، قلم بريل).
  • مخزون طارئ: تخزين كمية من الأدوية والمستلزمات الطبية تصل لاستخدام 72 ساعة، مع تحديثها دورياً.
  • بطاقة تعريف طارئة: بطاقة صغيرة تحتوي على نوع الإعاقة والحساسية والأدوية، تُعلق على حقيبة ظهر أو في جيب بهدوء.

  1. تمارين عملية على خطط الإخلاء

  • إجراء تدريبات منتظمة على الإخلاء في المنازل والمدارس وأماكن العمل تشارك فيها جميع الأفراد، مع تركيز خاص على مساعدة ذوي الإعاقة.
  • تقييم الانسيابية ومواقع المعيقات في الممرات والمصاعد والأبواب.
  • إشراك رجال الإطفاء وفرق الإنقاذ المحلية لتعريفهم بحالاتهم الخاصة وطرق التعامل.

  1. دمج ذوي الإعاقة في خطط الطوارئ الحكومية

  • إنشاء قواعد بيانات مركزية تحدد مواقع الإقامة لذوي الإعاقة والفئات المستحقة للدعم الأولي.
  • تحديث هذه البيانات دورياً عبر التعاون مع البلديات والمجتمع المدني.
  • تضمين ممثلي أصحاب الإعاقة في لجان التخطيط الوطنية والإقليمية لضمان مراعاة احتياجاتهم.

  1. استخدام التقنيات الحديثة

  • تطبيقات التنبيهات الذكية التي ترسل رسائل نصية واهتزازية عند حالة طوارئ.
  • أجهزة  GPS ومتابعة الموقع تُمكن فرق الإنقاذ من تحديد مواقع الأشخاص ذوي الإعاقة في الوقت الفعلي داخل المدينة أو المبنى.
  • نظم مراقبة ذكية في المنازل الذكية التي تكشف عن الحرائق أو تسرب الغاز وتبلغ فريق الاستجابة تلقائياً.

ج/ الإجراءات العملية أثناء الأزمات والطوارئ

عند اندلاع الكارثة، يجب أن تكون الإجراءات الفورية مصممة لتشمل مراحل الإنذار والإخلاء الأولي والرعاية ما بعد الإجلاء:

  1. أنظمة إنذار متعددة الحواس

  • إنذارات بصرية واهتزازية: مصابيح وامضة قوية وأجهزة اهتزاز قابلة للارتداء لذوي الإعاقة السمعية.
  • رسائل نصية قصيرة ومكالمات صوتية مخصصة: تُرسل عبر شبكات خاصة لاكتظاظ خطوط الهواتف العادية.
  • تنبيهات عبر التطبيقات: تعمل عند توفر إنترنت أو شبكات طوارئ لاسلكية.

  1. فرق إنقاذ مدربة ومتخصصة

  • تدريب فرق الإنقاذ على:
    • رفع الكراسي المتحركة عبر الرافعات المحمولة.
    • استخدام لغة الإشارة والتواصل البصري مع الصم.
    • توفير ترجمة فورية أو شرائح بريل للرسائل المكتوبة.
  • تزويد سيارات الإسعاف وفرق الطوارئ بـأدوات مساعدة (أحزمة رفع خاصة، أحمال ركاب بكرسي متحرك).

  1. ممرات آمنة ومراكز إيواء مجهزة

  • تحديد ممرات خالية من العوائق وعريضة بما يكفي لاستيعاب الكراسي المتحركة.
  • إنشاء مراكز إيواء مؤقتة مجهزة بأسرة مرضية قابلة للتعديل، مع اختلاف مستويات الأرضيات ومرافق حمامات مخصصة.
  • وجود أطقم طبية مؤهلة للتعامل مع الحالات المزمنة وتجاوز نقص الأدوية.

  1. الرعاية النفسية والتواصل المستمر

  • توفير مختصين نفسيين ضمن فرق الطوارئ يقدمون دعمًا فورياً للتخفيف من الصدمة.
  • تنظيم جلسات تواصل جماعية آمنة لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من التعبير عن مخاوفهم ومشاركتهم تجربة النجاة.

د/ دور المجتمع والمؤسسات في تعزيز الأمان

  1. التوعية المجتمعية والتدريب

  • تنظيم ورش عمل وفعاليات لتعريف السكان بكيفية مساعدة ذوي الإعاقة خلال الكوارث.
  • برامج تدريبية في المدارس والجامعات تشمل محاكاة حالات إخلاء مشتركة.

  1. دور المنظمات غير الحكومية والجمعيات

  • تشكيل لجان دعم تضم أصحاب إعاقة ومختصين لإعداد دليل إرشادي محلي.
  • حملات تبرع لتوفير كراسي متحركة طارئة ومجموعات إسعافات أولية متخصصة.

  1. مسؤولية الشركات والقطاع الخاص

  • تطبيق معايير الوصولية في التصميم: مصاعد طوارئ تعمل بدون كهرباء، أبواب أوتوماتيكية واسعة.
  • تجهيز أماكن العمل بفريق داخلي للطوارئ مدرب على التعامل مع ذوي الإعاقة.

  1. المبادئ الإسلامية في العمل الجماعي

  • القرآن يؤكد على الشورى والعدل: "وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ"
  • واجب التكافل الاجتماعي والصدقات الجارية: استثمار في تجهيز مراكز إيواء أو منح أدوات طبية مجانية.

  1. الإعلام ونشر قصص النجاح

  • تسليط الضوء على تجارب إنقاذ حقيقية لتعزيز الوعي ودفع الجهات الرسمية للمزيد من الدعم.

هـ/ أمثلة ناجحة ودراسات حالة من العالم

  1. اليابان بعد زلزال 2011

  • خرائط تفاعلية للإعاقات على المواقع الرسمية أظهرت مواقع كبار السن وذوي الإعاقة.
  • توفير متطوعين متخصصين يعرفون الشوارع المزدحمة ومسارات الإخلاء المثلى.

  1. برنامج “الإنقاذ الشامل” في أستراليا

  • خلال حرائق الغابات، استخدمت فرق بحث وتمشيط مدججة بأجهزة حرارية لتحديد المواقع، مع مركبات مزودة بمصاعد هيدروليكية.
  • تعاون بين طائرات بدون طيار لرصد المناطق النائية وقوارب مخصوصة للوصول إلى ذوي الإعاقة في المناطق المغمورة بالدخان.

  1. المملكة العربية السعودية في موسم الحج

  • سيارات وسرافيس مخصصة تنقل كبار السن وذوي الإعاقة بين المناسك.
  • وجود مترجمين للغة الإشارة في نقاط التجمع، وأجهزة سمعية تُعير للحجاج الصم.
  • تعاون اللجان الخيرية لتوزيع عكازات وكراسي متحركة مجانية للمحتاجين.

و/ خطوات عملية لتطبيق الدليل محلياً خلال 30 يوماً

الأيام

النشاطات الرئيسية

1–3

تشكيل فريق عمل محلي من ذوي الإعاقة ومختصين: تقييم احتياجات المجتمع ووضع قائمة أولية بالمعوقات.

4–7

إعداد قاعدة بيانات شخصية وآمنة للأشخاص ذوي الإعاقة في الحي أو المؤسسة، مع معلومات الاتصال وحاجاتهم.

8–12

تنظيم ورشة توعية عامة تضم سكان المنطقة وفرق الدفاع المدني عن كيفية مساعدة ذوي الإعاقة في الإخلاء.

13–17

تجربة إخلاء عملية في مبنى عام (مدرسة أو مركز صحي) بمشاركة ذوي الإعاقة ومتطوعين مدربين.

18–22

إعداد وطباعة بطاقات تعريف طارئة لكل فرد ذي إعاقة مع قائمة بحاجاته الخاصة وأرقام طوارئ محددة.

23–27

الاتفاق مع شركة تقنية محلية لتطوير تطبيق تنبيهات متعدد الحواس (نص–صوت–اهتزاز–إضاءة).

28–30

تقييم شامل للخطة، مراجعة الملاحظات، تحديث الوثائق وتوزيعها على الفرق الأمنية والإسعافية والمجتمع المدني.


ز/ وفي الختام : نحو عالم أكثر أماناً وعدلاً

يُعد ضمان سلامة وأمن الأشخاص ذوي الإعاقة في حالات الطوارئ مسؤولية مشتركة بين الأفراد، المؤسسات، والجهات الحكومية. يبدأ من التخطيط المسبق والتوعية ثم يتواصل عبر الإجراءات العملية خلال الأزمة وصولاً إلى الدعم المجتمعي الفعال. إن دمج التكنولوجيا الحديثة والتقنيات متعددة الحواس مع مبادئ التكافل والعدل الإسلامية يصنع بيئة أكثر شمولية وأماناً للجميع.
بالعمل معاُ—كفرد ومجتمع—يمكننا تحويل التحديات إلى فرص لإظهار التضامن الإنساني وبناء عالم تتساوى فيه الحقوق والفرص بعيداً عن الحواجز والعقبات.

شاركنا رأيك في التعليقات:

ما هي اقتراحاتك لتحسين الاستجابة للطوارئ لذوي الإعاقة في مجتمعك؟ تفاعلك يساعد في نشر الوعي وتحفيز التغيير الإيجابي.

اقرأ ايضا: الإعاقات غير المرئية. تحدياتها وكيف ندعم أصحابها في 2025

هل لديك استفسار أو رأي؟
يسعدنا دائمًا تواصلك معنا! يمكنك إرسال ملاحظاتك أو أسئلتك عبر صفحة [اتصل بنا] أو من خلال البريد الإلكتروني الخاص بنا، وسنكون سعداء بالرد عليك في أقرب وقت.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال